"لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "
فكرت كثيرا ..كيف أن الله عز وجل يرانا ويسمعنا ..يعلم سرنا وجهرنا ..يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..وعلاقة هذه القدرة الإلهية العظيمة بقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" فالعلاقة جد وثيقة بين المعنيين ..فعلى حسب نيتك التي لا يعلمها إلا الله عز وجل يكون الجزاء ..
جاءتني تلك الخاطرة ونحن على أعتاب الامتحانات ..فكثير منا يدعو الله كثيرا بأن يوفقه ويرزقه التفوق ..وتساءلت : لمن هذا التفوق ؟؟ وما الفرق بين تفوق وآخر ..؟؟
وتفكرت في الآلاف من الطلبة ممكن يجتهدون ويذاكرون ..ترى أي منهم سينال التفوق في الدنيا ؟ وأي منهم سينال التفوق في دنياه وآخرته ؟
بالطبع على حسب النية ..ولكن العمل يجب أن يصدق النية ..
حين تدعو الله ..تشعر بقشعريرة تملأ جسدك وأنت تتخيل الذين هم من دونك وهم يدعون الله عز وجل أيضا مثلك ..فتمتلأ خجلا من نفسك ..فهناك من يبذل كثيرا ..وأنت تضبع كثيرا ...ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..بعدها ينتابك إحدى الشعورين :
أولهما : إما أن تصاب بإحباط ويأس ..وأنه لا أمل لك فقد ضاعت فرصتك ..وهنا أذكرك بقول الله تعالى :" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " وكذلك مقولة تؤثر كثيرا فيمن دنت همته ..
"إن كنت قد أصبت في الساعات التي مضت ,فاجتهد للتي تتلو ,وإن كنت قد أخطأت فكفر "وامح ساعة بساعة ..الزمن يمحو الزمن ودقيقة باقية هي أمل كبير في رحمة الله "
ثانيهما :أو يملأ نفسك الأمل والشعور بمعية الله عز وجل وتعلو همتك وتقولها عاليا : لا بد أن أري الله من نفسي خيرا ..نعم سأريه من نفسي خيرا..ولن أنسى بإذن الله أنني على ثغرة من ثغور الإسلام -سنسد الثغرة - ..لن يتطرق إلى نفسي يأس مادام الله ربي والإسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي ورسولي
سأعمل وأجد وأجتهد يا ربي ..حتى ترضى عني
اللهم ارزقنا النجاح والتفوق والنبوغ في ديننا ودنيانا وآخرتنا
