Thursday, March 20, 2008

أبتااااه




أتيت كعادتي من الخارج بعد يوم منهك

وقفت أطرق الباب وقد بدأت أسارير الارتياح تبدوا على وجهي

فما أعظم نعمة المأوى الآمن والمريح ..وخاصة بعد يوم شاق

فتح لي الباب أبي الحبيب ها أنا أبتسم وألقي السلام وأستعد لأقبل يدي أبي كما عودني ولكن هذه المرة كانت مختلفة ..

فقد رد أبي علي السلام في فتور ثم أدار لي ظهره ومشى إلى غرفته

!!!!!

يالها من خيبة أمل

فجأة اختفت علامات الارتياح التي ظهرت منذ قليل

واحلت مكانها علامات العجب والحزن

حقيقة كان عقلي منهكا حتى لم يقو على تفسير ماحدث

فمشيت إلى غرفتي ولا أدري كيف مر اليوم ..ولكنه مضى على أي حال

انتظرت بفارغ الصبر فجر اليوم التالي لأرى أبي وهو يهم بالنزول لصلاة الفجر وكلي شوق لأن يأتي ويقبلني ويسلم علي او أن يصلي معي سنته كما عودني

لكنه أيضا فاجأني بوجوم ..ثم ألقى السلام ومضى

مضى حتى دون أن يتيح لي النظر إليه

إذن لابد أن في الأمر شيئا

جلست محاولة أن أتذكر ماذا حدث ..

هل أغضبته في شيء ؟

ياربي ..حقا لا أذكر شيئا

ظل أبي هكذا لمدة يومين تقريبا وفي كل مرة تهفو نفسي شوقا لأن يعاملني كسابق عهده

ولكن لا شيء!!

قلت في نفسي لابد أن أبي قد مل من إزعاجي الدائم له

لأتركه ينعم بهدوء ..وليرتح مني قليلا

فلم أشأ أن أضغطه كثيرا ..او هكذا ظننت

إلا أنه جاء اليوم الذي سيوصلني فيه أبي في طريقه

ظل أبي صامتا طوال الطريق ...فقط الدعاء

ثم مالبث أن علّى صوت المذياع

فعرفت أن الحديث لن يبدأ

وحينما وصلنا

فاجاني أبي بسؤاله :

ألن تخبريني الآن ماسر هذا الموقف الذي تأخذينه مني ؟

سكتت مندهشة ..أأنااااااا؟؟؟

وهل أجرؤ على ذلك

لا ياأبي ..بدأ يسألني عن معاملتي له بفتور

وكأنه يصف ما أريد قوله له

بل العكس تماما يا أبي

أنا التي أشعر بأنك تعاملني بجفاء مؤخراااا

من الواضح أن كلا منا قد فهم الموقف بطريقة عكسية

.......بدأ أبي يذكرني ببر الوالدين و

لم أتمالك نفسي

انفجرت باكية

ظل يهدئني

ويهدئني

هدأت بفضل الله

وانسابت السكينة في نفسي

وحمدت الله تعالى

حمدته على نعمه الكثيرة التي لا نشعر بها وبقيمتها إلا حين نفقدها

أو حين تغيب عنا

اللهم لك الحمد حمدا ترضى به عنا يا رب العالمين

Monday, March 3, 2008

انا خاااااااايف




استيقظ ليلا على أصوات اصطدام الرياح القوية بالأشجار المحيطة بمنزله وماهي إلا لحظات حتى بدأ الرعد في إثبات وجوده بصوت مخيف يكاد يهز الأرض ويقتلع الأشجار من جذورها ..هرول هو إلى النافذة لينظر في ارتجاف وورعب فلم يكن الشارع يحتوي على أي إضاءة سوى هذه الومضات البرقية والتي أضفت على قلبه رهبة ووحشة..

بدأ يشعر بالصوت كالمطرقة على أذنيه فانطلق إلى أرجاء البيت ليرى هل هناك من أحد قد أيقظه الفزع مثلما حدث معه ؟ ولكن زاد الموقف صعوبة أنه وجد نفسه وحيدا ..فلا أحد بالمنزل!!!

حاول أن يتأكد من ذلك ..فأطلق صيحات النداء على أمه ..أبيه ..أخيه ..

لا أحد ؟؟

حتى أخته الصغيرة ..ولكن ..لا جدوى ..لا أحد !!!


بدأت دقات قلبه تزداد وتضطرب ..شعر بالهلع الشديد

وارتجف جسده ..حاول الاتصال بأهله ولكن يبدو أن سوء الأحوال الجوية قد أثر على شبكة الاتصال

ترى ماذا يحدث ؟

تساءل في نفسه راجيا أن يكون كل شيء على مايرام وأن ساعات معدودة وتستعيد الشمس عافيتها وتغمر الكون بنورها وأشعتها

فتسترجع النفس شعورها بالأمان ..

ولكن عادت أصوات الرعد تقتحم عليه تساؤلاته

وتبثه الخوف من جديد

نظر إلى عقارب الساعة فشعر أنها لا حراك فيها

كانت كل لحظة تمر عليه تزيده إحساسا بالفزع

هاهو بدأ يفقد القدرة على السيطرة على أعصابه

فكر في أي شيء يخلصه من هذه الحالة

وتصارعت في مخيلته الأوهام والشكوك

فكر في كل شيء إلا أنه نسي أهم شيء


نسي أن له ربا قريبا

سميعا بصيرا

مجيبا

نسي أنه يكفيه ذكر الله

حتى تطمئن نفسه ويهدأ قلبه

يكفيه أن يرفع يديه إلى السماء

فيقول يااااااارب

فيجيبه الله برحمته
ألا بذكر الله تطمئن القلوب