استيقظ ليلا على أصوات اصطدام الرياح القوية بالأشجار المحيطة بمنزله وماهي إلا لحظات حتى بدأ الرعد في إثبات وجوده بصوت مخيف يكاد يهز الأرض ويقتلع الأشجار من جذورها ..هرول هو إلى النافذة لينظر في ارتجاف وورعب فلم يكن الشارع يحتوي على أي إضاءة سوى هذه الومضات البرقية والتي أضفت على قلبه رهبة ووحشة..
بدأ يشعر بالصوت كالمطرقة على أذنيه فانطلق إلى أرجاء البيت ليرى هل هناك من أحد قد أيقظه الفزع مثلما حدث معه ؟ ولكن زاد الموقف صعوبة أنه وجد نفسه وحيدا ..فلا أحد بالمنزل!!!
حاول أن يتأكد من ذلك ..فأطلق صيحات النداء على أمه ..أبيه ..أخيه ..
لا أحد ؟؟
حتى أخته الصغيرة ..ولكن ..لا جدوى ..لا أحد !!!
بدأت دقات قلبه تزداد وتضطرب ..شعر بالهلع الشديد
وارتجف جسده ..حاول الاتصال بأهله ولكن يبدو أن سوء الأحوال الجوية قد أثر على شبكة الاتصال
ترى ماذا يحدث ؟
تساءل في نفسه راجيا أن يكون كل شيء على مايرام وأن ساعات معدودة وتستعيد الشمس عافيتها وتغمر الكون بنورها وأشعتها
فتسترجع النفس شعورها بالأمان ..
ولكن عادت أصوات الرعد تقتحم عليه تساؤلاته
وتبثه الخوف من جديد
نظر إلى عقارب الساعة فشعر أنها لا حراك فيها
كانت كل لحظة تمر عليه تزيده إحساسا بالفزع
هاهو بدأ يفقد القدرة على السيطرة على أعصابه
فكر في أي شيء يخلصه من هذه الحالة
وتصارعت في مخيلته الأوهام والشكوك
فكر في كل شيء إلا أنه نسي أهم شيء
نسي أن له ربا قريبا
سميعا بصيرا
مجيبا
نسي أنه يكفيه ذكر الله
حتى تطمئن نفسه ويهدأ قلبه
يكفيه أن يرفع يديه إلى السماء
فيقول يااااااارب
فيجيبه الله برحمته
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
No comments:
Post a Comment