
في جمالِ النفسِ يكونُ كل شيءٍ جميلاً، إذْ تُلقي النفسُ عليهِ من ألوانِها، فتنقلِبُ الدارُ الصغيرةُ قصراً لأَئها في سَعَةِ النفسِ لا في مساحتِها هي، وتَعرِفُ لِنورِ النهارِ عُذوبةً كعذوبةِ الماءِ على الظمأ، ويظهرُ الليلُ كأَنه معرضُ جواهرَ أُقيمَ للحورِ العِينِ في السماوات، ويبدو الفجرُ بألوانِهِ وأنوارِهِ ونسماتِهِ كأنهُ جنة سابحةْ في الهواء. في جمالِ النفسِ ترى الجمالَ ضرورةَ من ضروراتِ الخليقة، وَ كأنَّ اللهَ أمرَ العالَمَ أَلا يَعبَسَ للقلبِ (الراضِ) المبتسم.
إذا استقبلتَ العالَمَ بالنفسِ الواسعةِ رأيتَ حقائقَ السرورِ تزيدُ وتتَسع، وحقائقَ الهمومِ تصغُرُ وتَضيق، وأدركتَ أن دنياك إِن ضاقتْ فأنت الضيقُ لا هي.
ما أصدَقَ ما قالوه: إن المرئيَّ في الرائي. "
مصطفى صادق الرافعي