كنت أنظر إلى هذا الكون العجيب وبخاصة هذا البحر الواسع الذي لا أرى له آخر .. يا الله ..ما أجمل هذا البحر وأبدعه وما أجمل منظر السماء وكأنها تظلل البحر بأجنحتها البيضاء وتقترب منه شيئا فشيئا ..حتى تلتحم معه فيكاد الناظر لا يفرق بين خط السماء وخط البحر ..!!! وبهرت بهذه الطيور البيضاء الجميلة تتلألأ بين السماء والبحر وقد زادتها أشعة الشمس الذهبية إشراقا ونورا وكأنها ماسات تعكس كل الأضواء الساقطة عليها ..ناهيك عن انسحاب الشمس في آخر النهار معلنة راياتها الشفق الأحمر حتى يتلون الكون كله بألوان لا يمكن لفنان على وجه الأرض أن يرسمها في لوحة أو حتى يرسمها في مخيلته ..مابين القرمزي والسماوي ودرجات مختلفة ..وكأن البحر قد أحب دفء الشمس فتخيلته يهرول معها أينما تذهب ..يخاف ظلمة الليل ووحشته فزاد التحام البحر بالسماء وكأنهما شيء واحد حتى لا يقضي عليهما الليل ...
كل هذه التأملات دفعتني للإحساس بعظمة وروعة وقدرة الخالق ..فسبحان الله العظيم .. حقا سبحان الله العظيم ..أقولها وكأنها المرة الأولى التي ينطق بها لساني بل أقولها بكل جوارحي مستشعرة عظمته سبحانه وتعالى.. فكل هذا الكون له ببحره الذي ليس له آخر وسمائه الظلولة بلا عمد ..و....أنااااااااااا..نعم فكرت ماذا أعني أنا في خضم هذا الكون الرهيب ..فأنا شيء متناهي الصغر في كون الله سبحانه وتعالى ومع هذا فقد كرمني على سائر المخلوقات واستخلفني في الأرض وبسط لي يده ليلا لأتوب ونهارا أيضا لأتوب .. وماذا فعلت ؟؟!! زدت عصيانا وتلاهيا عنه !! عن رب الكون سبحانه وتعالى فما هذا الجحود وما تلك القسوة التي حلت بقلبي ؟؟!! اللهم يا خالق السماوات والأرض والبحر اغفر لي وللمسلمين والمسلمات وردنا إليك مردا جميلا ..
No comments:
Post a Comment