أتيت كعادتي من الخارج بعد يوم منهك
وقفت أطرق الباب وقد بدأت أسارير الارتياح تبدوا على وجهي
فما أعظم نعمة المأوى الآمن والمريح ..وخاصة بعد يوم شاق
فتح لي الباب أبي الحبيب ها أنا أبتسم وألقي السلام وأستعد لأقبل يدي أبي كما عودني ولكن هذه المرة كانت مختلفة ..
فقد رد أبي علي السلام في فتور ثم أدار لي ظهره ومشى إلى غرفته
!!!!!
يالها من خيبة أمل
فجأة اختفت علامات الارتياح التي ظهرت منذ قليل
واحلت مكانها علامات العجب والحزن
حقيقة كان عقلي منهكا حتى لم يقو على تفسير ماحدث
فمشيت إلى غرفتي ولا أدري كيف مر اليوم ..ولكنه مضى على أي حال
انتظرت بفارغ الصبر فجر اليوم التالي لأرى أبي وهو يهم بالنزول لصلاة الفجر وكلي شوق لأن يأتي ويقبلني ويسلم علي او أن يصلي معي سنته كما عودني
لكنه أيضا فاجأني بوجوم ..ثم ألقى السلام ومضى
مضى حتى دون أن يتيح لي النظر إليه
إذن لابد أن في الأمر شيئا
جلست محاولة أن أتذكر ماذا حدث ..
هل أغضبته في شيء ؟
ياربي ..حقا لا أذكر شيئا
ظل أبي هكذا لمدة يومين تقريبا وفي كل مرة تهفو نفسي شوقا لأن يعاملني كسابق عهده
ولكن لا شيء!!
قلت في نفسي لابد أن أبي قد مل من إزعاجي الدائم له
لأتركه ينعم بهدوء ..وليرتح مني قليلا
فلم أشأ أن أضغطه كثيرا ..او هكذا ظننت
إلا أنه جاء اليوم الذي سيوصلني فيه أبي في طريقه
ظل أبي صامتا طوال الطريق ...فقط الدعاء
ثم مالبث أن علّى صوت المذياع
فعرفت أن الحديث لن يبدأ
وحينما وصلنا
فاجاني أبي بسؤاله :
ألن تخبريني الآن ماسر هذا الموقف الذي تأخذينه مني ؟
سكتت مندهشة ..أأنااااااا؟؟؟
وهل أجرؤ على ذلك
لا ياأبي ..بدأ يسألني عن معاملتي له بفتور
وكأنه يصف ما أريد قوله له
بل العكس تماما يا أبي
أنا التي أشعر بأنك تعاملني بجفاء مؤخراااا
من الواضح أن كلا منا قد فهم الموقف بطريقة عكسية
.......بدأ أبي يذكرني ببر الوالدين و
لم أتمالك نفسي
انفجرت باكية
ظل يهدئني
ويهدئني
هدأت بفضل الله
وانسابت السكينة في نفسي
وحمدت الله تعالى
حمدته على نعمه الكثيرة التي لا نشعر بها وبقيمتها إلا حين نفقدها
أو حين تغيب عنا
اللهم لك الحمد حمدا ترضى به عنا يا رب العالمين