Friday, October 10, 2008

بدون عنوان

كنت كالطفلة العابثة ..التي تتخبط يمينا ويسارا تبحث عن شيء ما تشعر أنها في أمس الحاجة إليه ومع هذا فهي لا تدرك ما هذا الشيء..!!! حتى لامس قلبي ذلك الشيء ..ربما لا يمكن وصفه ..ولكن اشتياقي اليه جعلني اتعرف عليه سريعا ..بدأت أستيقظ من نومي مرات عديدة وأتلفت يمينا ويسارا محاولة العثور على ما يوقظني ويذهب النوم عن أجفاني ..تارة أسمع صوت الكروان وكأنه يردد عبارات لها معنى ..وتارت أسمع حفيف الأشجار وهو يتمتم إلي بشيء ذي مغزى ..وتارة أسترق السمع إلى ذلك الصمت الذي يخيم على المكان ..وكان دائما الليل يشعرني برهبة تنسجم مع الظلام الدامس ..كنت أتوهم أشكالا تمشي في الطرقات وتشير إلي وكأنها تريدني أن أعود إلى النوم مرة أخرى وأتجاهل كل ذلك إلى أنفاس متقطعة في جسد ممدد!!!

ثم استيقظت مرة أخرى على صوت ذلك العجوز ..صوته أجش ولكنه مميز للغاية ..ينادي في الشارع ..يردد عبارات لم أسمعها بوضوح في البداية ثم استجمعت تركيزي ونهضت إلى النافذة لأرى مصدر الصوت ....فرأيته وهو ممسك بمكبر الصوت بكلتا يدييه اللتين أرهقهما المشيب..واستمر في مناداته ..كا يقول ..(ياعبد الله ..قم وحد الله ..الصلاة يا مؤمنين الصلاة )
ظلل يرددها جيئة وإيابا ..وكأنها تشق أذني ..لتمحو ما بقي من آثار النوم وتزيل علامات الغموض التي ارتسمت على وجهي..كان كل جسدي يردد وراءه ..لا إله إلا الله..لا إله إلا الله لا إله إلا الله..سر عجيب ..يربط ذلك الكون بأكمله ليكون نسقا متجانسا ليس له مثيل ..
نظرت إلى الساعة فوجدتها الثالثة والنصف ..أي وقت نحن؟ إنه قبيل الفجر ..إنه الثلث الأخير من الليل ..يا الله ..إذن هذا هو سر الروحانية العجيبة التي عطرت أرجاء الأرض وملأت الأركان ..يتنزل الآن ملك الملوك وهاهي الملائكة قد اجتمعت في مشهد مهيب ..والله جل جلاله ينادي ..هل من سائل فأعطيه ..هل من مستغفر فأغفلا له ..هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من داع فأستجيب له ؟ ..لقد سمع قلبي نداءات الرحمن ..حتى بدأت الروح تشتاق لأن تلقاه ..حاولت أن أجيب ولكن شيئا ما قد أثقل لساني ..وجعلني لا أنطق..ربما ما استشعرته فهز كياني زتخلل وجداني ..وسيطر على مخي وعظمي وأعصابي
احساس عجيب حينما تقترب من حقيقة الحياة وتوقن بصفات عبوديتك المطلقة لله الحق ..تستشعر أنك وجدت نفسك ..أو وجدت ما عكفت على البحث عنه منذ ولادتك
حينما تتماشى ذرات جسدك الضعيف مع كون بأكمله ..كون مسبح ..كون عابد..كون خاضع لله عز وجل ..الكل بيد الله ..وما قدروا الله حق قدره ..
ربما تطل عليك لحظات تشعر فيها بالحنين لأن تخلو بربك ..فقط أنت وربك ..والكون المسبح من حولك ..وكل ما دون ذلك تستشعر الغربة فيه..
ربما حينها تشعر بأنك لا تنتمي لهذا العالم ..وتشتاق للعالم الآخر ..ويزداد الحنين بداخلك ..
إن الحب قد وصل إلى أقصاه ..حتى تجرد القلب من المشاعر الأخرى جميعها ..لم يعد يحمل سوى حبا واحدا
ونسي الدنيا..ربما لم يخطر بباله من قبل أن هذا هو المقدر له ..فكر انه سيحيا كمن مثله من بني البشر..ولكن قدره كان مختلفا ..حتى وان حاول لبعض الوقت نسيان الغاية التي لأجلها خلق ..فمازال هناك نبض يتردد بين دفتي قلبه يوقظه من سباته وينبهه من غفلته بين الحين والآخر..
قد مضى من العمر ما مضى ..وما بقي ليس كما ذهب ..والحق مدفون بين جوانح الباطل ..لا يجد من ينفض عنه التراب ويحييه من جديد هل بعد هذا كله ستبقى النفوس تهذي بهذيانها في عالم الباطل ..أم أوشكت أن تنتبه وتفيق ..وتتمسك بكلام
واحد هو الصلة اتي تعيدها للحق من جديد
ما ان تمسكت به لن تضل بعده ابدااااااا

No comments: