Thursday, November 15, 2007

سكون الليل



كانت ليلة هادئة للغاية ..أوت فيها الطيور باكرا إلى أعشاشها المتناثرة فوق أفرع الأشجارالضخمة المتشابكة وقد جمعت حصاد يومها وأطعمت صغارها وظلت في انتظار فجر جديد ومسيرة يوم جديدة لتعاود ماتفعله كل صباح فتنطلق في نشاط وهمة علت همم الرجال لتسعى باحثة عن قوت يومها وقوت أطفالها لا تحمل هما فاليقين يملؤها بأن رزقها ورزق صغارها على الخالق الأعظم ولكنها آخذةً بكل الأسباب التي تستطيع لديها


أما السحب فقد انقشعت جميعها من السماءوتلألأت النجوم فكأنك تراها سجادة زرقاء مرصعة بأشكال خلابة الجمال تشعر بقربها الشديد حتى لتظن أنه بإمكانك التقاطها بمجرد رفع يديك قليلا


لا تكاد تسمع نباحا للكلاب في الطرقات وكأن الكلاب جميعها قد احتمعت على العشاء في أطراف المدينة فانقطع نباحها وزال أثرها


حتى الأطفال ليسوا كعادتهم في هذه الليلة أيضا فلا أصوات لضحكاتهم ومرحهم ولا أثر للعبهم وانطلاقهم كما عودونا.. حقا صخب ولكنه صخب ممتع تفتقده أحيانا كثيرة


قشعريرة تزاحمك في جسدك وأنت تقولها بيقين سبحان الذي جعل الليل سكنا ..حقا لا يوجد من الكلمات للتعبير عن هذه الليلة أكثر من السكن ...سكن حقيقي في كل شيء حولك ..سكن يدعوك للخوف والرجاء ..يدعوك لبسط يديك إلى خالقك ..ومناجاته لأن تبثه ما بك ولأن تشعر بعظمته ..فتزيد معرفتك به وبفضله فتزيد معرفةً بضآلتك وتقصيرك


تهم بالدعاء ..وعرض مسألتك ومطالبك فتنتهي إلى محراب العبودية فتطوي دعاويك كلها وتتبرأ من أوهام حولك وقوتك فتبسط يد المسألة المنبئة عن عجزك الدائم إلى الله


ياربنا ..لا حول ولا قوة لنا إلا بك

2 comments:

Anonymous said...

ماشاء الله ..
أسلوب رئع

والموضوع أروع

rofayda said...

ربنا يكرمك ..جزاكم الله خيرا


لا تنسونا من صالح دعائكم :)