
غِب يا هلال
إني أخاف عليك من قهر الرجال
قِف من وراء الغيم لا تنشر ضياءك فوق أعناق التلال
غِب يا هلال إني لأخشي أن يصيبك حين تلمحنا الخبال
أنا يا هلال أنا طفلة عربية
فارقت أسرتنا الكريمة
لي قصة دموية الأحداث باكية أليمة
أنا يا هلال أنا من ضحايا الإحتلال
أنا من ولِدت وفي فمي ثدي الهزيمة
شاهدت يوما عند منزلنا كتيبة
في يومها كان الظلام مكدسا من حول قريتنا الحبيبة
في يومها ساق الجنود أبي
وفي عينيه أنهار حبيسة
وتجمعت تلك الذئاب الغبر في طلب الفريسة
ورأيت جندياً يحاصر جسم والدتي الحبيبة
عيد سعيد ؟!والأرض ما زالت مبللة الثري بدمِ الشهيد
عيد سعيد في قصور المترفين
هرمت خطانا يا هلال
لاتأتِ بالعيد السعيد مع الأنين
أنا لا أريد العيد مقطوع الوتين
أتظن أن العيد في حلوي وأثوابِ جديدة؟
أتظن أن العيد تهنئة تسطر في جريدة؟
غِب يا هلال
واطلع علينا حين يبتسم الزمن
وتموت نيران الفتن
حين يورق بابتسامتنا المساء
ويذوب في طرقاتنا ثلج الشتاء
اطلع علينا بالشذي..بالعز..بالنصر المبين
اطلع علينا بالتئام الشمل بين المسلمين
هذا هو العيد وسواه ليس لنا بعيد
غِب يا هلال
قصيدة للدكتور:عبد الرحمن العشماوي